h1

تنمية الإبداع – بدور بن حيزان

12 أفريل 2012

قد صار في إمكاننا اليوم أن نقول :إن الإنسان كائن مبدع ,حيث إن من الواضح أن الإبداع في مجال ما قد لا يتطلب أكثر من التدريب أو التركيز. وعلينا أن ننظر للإبداع  على انه إبداع في موقف أو في وضعية أو في حالة من الحالات ,الإبداع هو المجيء بشيء غير مسبوق ,والوصول إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل ,تتمثل في نقد الأفكار القديمة وتحليلها وفي تقديم أفكار حديثة وإضافة تفاصيل جديدة للمعلومات السابقة في أمر من الأمور .

التغلب على المعوقات اولا:

1/ ضعف الثقة بالنفس

ضعف الثقة بالنفس يجعل المرء يبتعد عن تجريب أي شيء جديد وذلك خوفا من الإخفاق .. ومصدر ضعف الثقة بالنفس قد يكون التجارب الفاشلة التي خاضها الإنسان في حياته .

2/ الإسراع في تقبل الأفكار

إن معظم الناس لا يميلون إلى بذل الجهد في استقصاء الإمكانات , أو اختبار البدائل , ومن ثم فإنهم يتخلصون من عناء التفكير فيقبلون أي طريقة يجدونها ,مع أن من الثابت أن الأفكار العظيمة تأتي متأخرة عادة بعد أن نكون قد عصرنا أدمغتنا عصرا .

3/ التبعية للآخرين

إن من جملة ثمن الإبداع والتجديد سلوك الطرق الموحشة والإتيان بالأفكار التي قد لا تكون مستساغة أو موضع ترحيب من قبل معظم الناس .

4/ ضالة المحصول المعرفي

كاتب الرواية الشهيرة جدا يقرأ حول محاورها و أشخاصها وأحداثها عشرات وأحيانا مئات الكتب المختلفة وذلك من أجل تكوين خلفية ثقافية ثرية لما يريد الكتابة فيه .

إن الإنسان الذكي جدا يبدو أشبه بالأبله حين يفكر في موضوع ليس لديه أي معلومات عنه , من هنا كان التعلم المستمر شيئا يتطلبه الإبداع .

طريق الإبداع :

1/ وجود الدافع

الدافع هو الشعور بضرورة القيام بعمل ما للانتقال من الوضعية الراهنة إلى وضعية أفضل .

2/التركيز والاهتمام

فهما فضيلتان متداخلتان , فالواحد منا إذا اهتم بشيء , يركز عليه ..

3/ المجال الرحب

مجال الإبداع رحب للغاية , ومن هنا فإن على من يريد أن يسير في طريق الإبداع أن يعتقد أن معظم ما في حياتنا من أشياء وأعمال وعلاقات … يمكن أن يوجد ويؤدى بطريقة تقليدية عتيقة , ويمكن أن يؤدى بطريقة إبداعية مبتكرة .

4/ تعامل خاص مع المعرفة

أن الإبداع لا يحتاج إلى تحصيل علمي رفيع ومتميز بمقدار حاجته إلى ارتفاع المرء من الاهتمام بالمذاكرة والحفظ والنجاح في وقت الاختبارات إلى مرتبة الفهم والتحليل والاستنباط  والتوظيف الجديد للمعرفة المتاحة .

المبدع إنسان لماح يحاول التقاط الأفكار العابرة والإشارات السريعة التي تصدر من هنا وهناك , إن هناك مئات الملايين من الناس الذين شاهدوا الأشياء وهي تسقط من الأعلى إلى الأسفل دون أن يفكروا في القانون الذي يحكم تلك الظاهرة إلى أن جاء ( اسحاق نيوتن ) فاكتشف قانون الجاذبية .

 

التفكير النقدي

إن النقد في جوهره هو مجموعة من العمليات الذهنية التي تستهدف تقييم بعض الحقائق والمعلومات والأفكار والظواهر …وتمييز ما فيها من خير وحق وصواب وجمال عما فيها من باطل وخطأ وقبح .

أهمية الممارسة النقدية

إن القرآن الكريم هو الذي اسس لممارسة النقد في المجتمع الإسلامي , فقد كانت الآيات تنزل على نبينا – صلى الله عليه وسلم – متتابعة ومتتبعة لتقلبات المجتمع وأحداثه العامة , الرؤية النقدية للمجتمع وأوضاعه بما فيها من إيجابيات وسلبيات , هي الشيء الجوهري الذي يميز ( المفكر) عن ( العالم ) و(الداعية) و(المتخصص) .

لأن العالم قد يصبح عالما لأنه يحمل في رأسه الكثير من المعلومات , ومع ذلك يكون مقلدا لغيره في تحليل الواقع الحضاري المعيشي , وأما المفكر فهو مجتهد وذو نظرة مستقلة –نسبيا- , كما أنه يسعى باستمرار إلى تفحص مقولاته وإعادة النظر في طروحاته , كي يمنحها المزيد من التماسك والنضج .

–         تحتاج الأمم دائما إلى من يفحص لها مساراتها , وإن المفكر بما يعرفه من طبائع الأشياء وسنن الله – تعالى- في الخلق , وبما يعرفه من طبيعة الأفكار السائدة , وطبيعة القوى المؤثرة … يستطيع أن يحذر الناس من كثير مما هو قادم من التحديات , وتبصيرهم بالفرص والإمكانات المستقبلية .

–         إن المجتمعات كثيرا ما تجد نفسها في حمأة الرتابة والجمود على الموروث وغارقة في تقليد الآخرين ,فإن المفكرين المسلمين يحثون الناس على الانفتاح على الآخر ,وعلى محاولة الاستفادة مما لديه من رؤى وخطط وبرامج , كما نلاحظ ان المفكرين المسلمين يشيعون في الامة روح الاستبشار والأمل بغد مشرق .

كيف نؤسس للعقلية النقدية ؟

المشكلة لدينا هو ميل معظم الناس إلى إطلاق العبارات النقدية دون تدقيق ولا تحديد , ومن هنا على الواحد منا أن يبذل الكثير من الجهد حتى لا يقع في مصيدة ( النقد المطلق) ولعل من أهم ما ينبغي القيام به من أجل ذلك هو تأسيس العقلية النقدية وتغذيتها بالأفكار الواضحة على نحو مستمر , وما يساعد هذا الآتي :

1/ الشعور بالمسؤولية

2/ رؤية ما هو خارج المألوف

3/ فن التساؤل

المرجع

بكار,عبد الكريم.(2010).تكوين المفكر خطوات عملية. الرياض:دار وجوه للنشر والتوزيع.

من صفحة (77-99)

الإسم :بدور عبدالعزيز بن حيزان 

شعبة : 4t3

تخصص: العلاج الطبيعي 

أضف تعليق